

يشير سياسي مقرّب من تيار "المستقبل" الى أن الخوف السائد بين اللبنانيين هو بدرجات مرتفعة في كل لبنان وعلى مختلف المستويات. ويقول لـ"لبنان 24" إن كل المجموعات والأطراف والطوائف تشعر بأن "داعش" خطر محدق في كل لحظة وفي أي مكان وزمان.
ويلفت هذا السياسي الى أن اللبنانيين يتمكسّون بالدولة ويرون فيها وحدها خشبة الخلاص، لكنهم يلمسون مدى عجزها عن مواجهة المخاطر والتحديات وفي الوقت نفسه يسهم الكثيرون منهم في تعطيل المؤسسات ويتسبّبون بالشلل القائم على الصعد كافة.
من هنا، يرى السياسي المذكور أن اللبنانيين خصوصاً ذوي العسكريين الأسرى واثقون من أن الدولة لا تستطيع أن تؤمّن لهم الحماية.
والأكثر ترجيحاً، في نظره، أن الدولة لن تتمكن من إيجاد حل متكامل لملف العسكريين الأسرى، ويبدو أن جبهة "النصرة" قد تتجاوب بدرجات متفاوتة مما سيؤدي في نهاية المطاف الى إطلاق سراح العسكريين الأسرى لديها.
أما تنظيم "داعش"، ودائماً حسب السياسي نفسه، فهو يعتمد أسلوب التصفية ذبحاً لزرع الرعب وتعميم صورة وحيدة في نفوس اللبنانيين على مختلف المستويات حتى يهابوه ويرضخوا لشروطه.
وعملياً، ليس من المستبعد أن يكون اسلوب "داعش" يخيف أهالي العسكريين، مما سيؤثر بشكل أو بآخر في مواجهة إرهابه الذي يبدو أنه سيتصاعد. ويسود إعتقاد بأنه يمكن أن يكون موجوداً مع كل نازح سوري على سائر الأراضي اللبنانية.
وبتقديره إنه من تداعيات هذا الخطر الداهم خصوصاً بعد ذبح أحد أبناء فنيدق يتجه الشارع السُنّي في لبنان الى التمسّك أكثر فأكثر بالدولة والجيش، وهو يصطف بقوة أكبر ضد الاسلاميين ولم يعد راضياً عن إستضافة اللاجئين.
إلا أنه يشير الى أن المعضلة نفسها تسود في كل لبنان سواء في الشارع السُنّي أو داخل المذاهب والطوائف الأخرى. فالإعتقاد السائد يقوم على أن الدولة عاجزة عن حماية أبنائها الذين يرفض السواد الأعظم منهم أن يلجأ الى الأمن الذاتي.
والأهم، في رأي هذا السياسي، أن الشبح الأمني يخيم على نفوس اللبنانيين الذين يعانون من تعطيل المؤسسات عدا مجلس الوزراء الذي يعمل بحده الأدنى. فلا رئاسة ولا حراك سيقدّم قليلاً في موضوع الإستحقاق الرئاسي، ولا انتخابات نيابية، مع أن الترشيحات ستكثر وستتوالى في الأيام القليلة المقبلة.
|