

أثار كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد قبل أيام والذي هاجم فيه بشدة زعيم "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري من دون أن يسميه، ولم يوفر المبادرة الرئاسية، واعتبر فيه أن "المسألة ليست مسألة شخص نسلمه موقعا في رئاسة الجمهورية، ثم لا يجد صلاحيات يستطيع أن يحكم بها، لأن كل الصلاحيات مصادرة من قبل الشخص الموكل بحفظ سياسات هذه المملكة أو تلك الدولة"، زوبعة من الردود والردود المضادة، والتسريبات التي رفعت سقف التحدي الذي بدا وكأنه مدوزن على وتر مضبوط لا يسقط قواعد الاشتباك السياسي التقليدية، بمقدار ما يهدف إلى شدّ عصب الشارع وحَرف انتباهه عن القضايا الملحّة.
ففي وقت سرّب "تيار المستقبل" أنه يتجه لوقف الحوار مع "حزب الله" رداً على كلام رعد، أشارت أوساط قوى 8 آذار إلى أنه "لا يمكن فصل كلام النائب محمد رعد عن سياق اللحظة السياسية التي ورد فيها"، لافتة الى ان "موقفه أتى رداً على الهجوم الذي شنّه الرئيس سعد الحريري على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بعد الخطاب الذي القاه الأخير الاحد الماضي وانتقد فيه اعدام السلطات السعودية للشيخ نمر باقر النمر"، معتبرة ان "الاستمرار في الحوار مع "حزب الله" او عدمه ليس متوقفاً على قرار "المستقبل"، لأن هذا الخيار او ذاك يتحدد تبعا لما تقتضيه مصلحة السعودية".
بدورهما ثنائي "المستقبل" الأشهر أدليا بدلوهما، ففيما قال وزير العدل أشرف ريفي لرعد: "لا أنت ولا حزبك المسلح تستطيع أن تقرر من له مكان في لبنان ومن ليس له"، اكتفى وزير الداخلية نهاد المشنوق بالإشارة إلى أن كلام رئيس "الوفاء للمقاومة"لا يساعد الحوار ولا يسهّل إتمامه، لأن الحوار بحاجة إلى قواعد".
توازياً، نقل عن أوساط رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية استياءها من مقاربة النائب رعد لموضوع المبادرة الرئاسية، ووصف رئيس تيّار المردة بـ "الشخص الذي نسلمه رئاسة الجمهورية"، مذكرة بأن فرنجية "لا يُخاطب بهذه الطريقة".
وسط هذه الصورة، برز موقف للرئيس نجيب ميقاتي نبّه فيه من تسعير الجدل الداخلي على خلفية صراعات إقليمية لتأجيج الخلافات وكأن "البعض لم يتعظ من تجارب الماضي القريب والبعيد المريرة التي حولّت لبنان ميدانا للحروب الدموية وتصفية الحسابات الخارجية"، مذكراً بأن "النتيجة الحتمية المتوقعة أن كل المحاور تتوسل التسويات، تحت مسميات مختلفة، في الوقت الذي يكون لبنان قد دفع الثمن الأغلى".
وإذ دعا جميع الافرقاء إلى "العمل على تبريد الرؤوس الحامية، لان الخطب الرنانة ذات السقوف المرتفعة والبطولات الفارغة لا بد أن تجد متنفساً في شارع ملتهب"، لفت إلى "مفارقة مضحكة مبكية" وهي أن "الجدال السياسي والاعلامي الذي لامس الخطوط الحمراء، وبات واضحا انه لكسب ود الشارع المحتقن أصلا، يتزامن مع اعتراف المتساجلين باهمية الجلوس على طاولات الحوار المتعددة"!
|